يجمع الكتاب الرسائل التي كلن يرد فيها الرافعي على أبو رية؛ لغته جميلة وبسيطة ومرتبة الأفكار، إلا أنني لم أرى الحاجة أو الهدف من قراءة كثير من رسائله، فبعضها كان -بالنسبة لي- ذو فائدة قيمة، وبعضها كان مجرد معرفة أحوالهم آنذاك.
أحسن أبو رية بنشره لرسائل القامة العملاقة في تاريخنا وأدبنا الحديث،فإن فيها ما ينبيك عن ما يفكره فيه هذا الرجل الذي نذر قلمه ووقته ووجهده للدفاع عن القرآن ولغة القرآن وبيان إعجاز القرآن ،وليس بغريب طعنه في بعض الأعلام من معاصريه فهذه طبيعة المتعاصرين في كل زمن،لفت نظري كثرة ما يشكو -رحمه الله-من صحته المعتلة دائما والتي كان يتعالى عليها ويواصل الكتابة حتى يجهده مرضه فيتوقف عنوة.