يواجه التجمع الصهيوني في فلسطين المحتلة منذ تأسيسه عام 1948 قضية دينية/سياسية مركبة الأبعاد، متعددة المستويات، هي قضية الهوية اليهودية وتعريف اليهودي، التي يشار إليها في الخطاب السياسي والإعلامي، الإسرائيلي والغربي، بصيغة التساؤل: «من هو اليهودي؟». ويحاول هذا الكتاب أن يلقي الضوء عليها فتناولها من منظور تاريخي واجتماعي وسياسي وديني.
يبدأ الكتاب بعرض تاريخي لظهور الهويات اليهودية المختلفة في أنحاء العالم، النابعة من الواقع الحضاري للمجتمعات التي يعيش أعضاء الجماعات اليهودية بين ظهرانيها. ثم يقدم الكتاب خريطة للهويات اليهودية في الوقت الحاضر، وضمن ذلك الهوية اليهودية الجديدة في المجتمعات الغربية الحديثة والتعريف الديني الأرثوذكسي للهوية اليهودية.
ثم يعرض الكتاب بعد ذلك للأطروحات الصهيونية التي تنطلق من ادعاء ليس له ما يسانده في الواقع وهو أن اليهود شعب واحد، وأن الصهيونية هي القومية اليهودية. ثم يبين الكتاب كيف أن الواقع الإثني والعرقي للمستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة، ويهود العالم خارجها، يتحدى هذه الأطروحات ويبين طبيعتها الاختزالية وكذبها وزيفها.
وفي الطبعة الثانية من الكتاب أضاف المسيري فصلين جديدين، واحد بعنوان «الاختلاف بين الفكر الديني الإصلاحي والمحافظ، والفكر الأرثوذكسي» والثاني بعنوان «من هو اليهودي عام 1998؟».