الكتاب يناقش احدى الازمات العنيفة التي وقعت للأمة العربية , و هي أزمة من نوع خاص. فمع تداعي الامبراطورية السوفييتية و التحولات العنيفة التي كان يشهدها العالم بتهاوي و انهيار المعسكر الاشتراكي تحرك صدام بجيشه صوب الكويت ليفرغ من احتلالها في ساعات و استيقظ الناس على وضع جديد و خطير حيث اصبح بيد العراق نصف انتاج البترول و ثلثي احتياطياته في ذلك الوقت !
يتحدث الكاتب بتفصيل عن الاسباب التاريخية و الظروف و الاجواء التي سبقت الازمة و مهدت لها و يصف الازمة بأنها كانت ” عاطفية بأكثر من اللازم , شخصية بأكثر من اللازم , عسكرية بأكثر من اللازم “.
يسرد هيكل الاخطاء التي وقع بها صناع القرار العراقي و الحسابات الخاطئة التي زادت من اشتعال الازمة , فعالم البارحة يختلف عن اليوم!
و يتحدث عن تفاصيل الدور الامريكي في تلك الحرب , و هو دور كان متوقعا على اي حال فلم يكن بوسع الولايات المتحدة ان تقف مكتوفة الايدي و البترول العربي –الذي تعتبره كنزا خاصا بها وحدها لا يلمسه احد– في خطر. فقد استغلت الازمة الى ابعد حد و احتكرتها لنفسها و اخذت دور موزع الادوار , فقد كانت الازمة فرصة سانحة لتدمير قوة العراق و ابعاد خطره عن المنطقة تمهيدا لوضع شرق اوسطي جديد و تسوية شاملة تناسبها و تناسب اسرائيل في الدرجة الاولى.