تتناول هذه الحوارية الثنائية وجهتَي نظر مختلفتين في موضوع أصول الفقه على نحوٍ لم يسبق الحديث عنه بهذا الشكل. يحاول المُحاور الأول في بحثه (مآزق أصول الفقه) فهم أصول الفقه بعد بلوغ تأسيسه الأول غايته، ويعرف بالأسس التي بنى عليها علماء المسلمين علم الفقه الخاص والعام مستنداً في دراسته على محاولات ابن خلدون وابن تيمية اللَّذَين جمعا بين الثقافتين النقلية والعقلية. ويعالج ثلاث مسائل رئيسية؛ توالي اكتشاف المذاهب الفقهية، وأصول التأسيس الفقهي ودلالته، ومنطق الثورتين الخلدونية والتيمية. أما المُحاور الثاني فيجيب في بحثه (تجديد أصول الفقه) عن التساؤل الذي يقول: هل المطلوب تجديد الانضباط بقواعد وأحكام أصول الفقه، وإصلاح ما تصدع من بنيانه وتمتين ما وهى من دلائله بأسلوبٍ أكثر جدةً وأيسر فهماً، أم هو تجاوز أحكامه إلى غيرها؟ ومن هنا يقدم هذا المُحاور شرحاً عن ماهية علم الأصول وقواعده ومصادره الأصلية من القرآن والسنة والإجماع والقياس، وما تفرع عنها من الاستصلاح والاستحسان والعُرف وسد الذرائع. القسم الثالث من الكتاب تعقيب كلٍّ من المتحاورين على بعضهما بعضاً لكشف ما توافق فيه كلٌّ منهما وما اختلفا عليه.