وضع رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم خطواته الأولى في الدرب صوب المدينة، وقلبه يخفق بهذا الدعاء (وقل رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا). وكان يعلم جيداً أن حركة الإنسان في التاريخ لا تستقيم وتصل إلى هدفها إلا بأن يرفع...
إن الرسول صلى الله عليه وسلم ظل قلبه يخفق بدعاء الله… وهو يرسم الخطط، ويضع الضمانات، ويهيئ المواد والإمكانات والدفوع الكفيلة بإيصاله إلى هدفه… وهو وضع دعائم دولة إسلامية قوية ومتينة، تحفظ للمسلمين شريعتهم وتطبق عليها. فمكة لا تصلح لأن تكون ارض المسلمين وبلدهم، ومن هنا بدأ ينظر إلى يثرب كأرض خيرة تصلح لانطلاقة الدولة الإسلامية، وكانت الهجرة التي يتحدث عن خطواتها هذا الكتاب موضحاً أسبابها الخفية، وأبعادها والأساس الذي بنيت عليه، ملقياً الضوء عليها لحركة خطط لها ووضع أركانها ونفذها رسول جمع بين الحكمة في التفكير والعقلانية في تنفيذ الأمر الإلهي.