هذه رواية مصرية “فريدة” : تجربة ، ورؤية ، ولغة ، وبناء . إن علاقة الإنسان بـ “الآخرة” لواحدة من أكثر تجارب النفس الإنسانية كلها ثراء وإلهاما . “الآخرة خير وأبقى ..” .. وبهذه المقارنة بينها وبين ” الأولى” قد تصبح هي الامتداد المقابل ، أو الغاية ، أو النقيض .. ولكن وجدان الإنسان لا يفتأ يتشوف ، أو يخشى . في لغة عبد الحكيم قاسم هنا مذاق تراثي خاص ، حيث يمتزج تراث “الفصحى” النابع من القرآن الكريم ذاته ، مع تراث “العامية” الخصيب النابع من ألسنة الناس وحياتهم ، والطامح إلى الانتساب لفصحى العربية انتسابا أصيلا لا دخل فيه . وهنا تصبح القرية المصرية ” رؤية كلاسيكية” ، وتصبح أكثر الأماكن إثارة للكآبة والنفور ، مألوفة مأهولة . إنها الرواية الخامسة للمؤلف بعد : أيام الإنسان السبعة ، محاولة للخروج ، المهدي ، قدر الغرف المقبضة ، وكلها كتبت بعد عام 1965!