حياة الفكر في العالم الجديد كتاب يؤرخ لنشأة الفكر الفلسفي في القارة الجديدة ويصور لحظة انفصال الفكر الفلسفي الأمريكي عن رافده الأوروبي إذ تميزت الحياة الأمريكية الجديدة بمجموعة من السمات منها تمجيد العمل وإعلاء قيمة الفرد، وتشجيع روح المغامرة والكسب السريع. وقد انعكست هذه السمات على الفلسفة البراغماتية التي كانت خير معبر عن طبيعة العقل الأمريكي.
نبذة الناشر:
جاء المهاجرون إلى العالم الجديد من شتى الأمم فى الدنيا القديمة، فجاءوا مزيجا من ثقافات مختلفة، ولبثوا امدا طويلا على اتصال وثيق بأصولهم الأولى، حتى لقد ظلت تيارات الفكر الأوروبى المختلفة تنساب غلى العالم الجديد غداة ظهورها، فكل صوت يرتفع فى أوروبا كان له صداه فى امريكا، ولم ير الأمريكيون فى ذلك-أول الأمر-غضاضة، لأنه ان كانت مقتضيات العقيدة الدينية قد حملتهم على الهجرة من بلادهم الأولى، وإن كانت مصالح الاقتصاد بعد ذلك قد اوجبت أن تحدد الهجرة وان تقام الحواجز فى عالم التجارة، فماذا يمنع أن تشترك الفروع مع اصولها فى الفكر وان نتبادل معها الرأى والنظر؟ لهذا ظلت أبواب العالم الجديد مفتوحة على مصاريعها، تتقبل من ألوان التفكير كل ما تهتز به اوروبا، على اختلاف مصادره وتعدد مذاهبه.