كان الاقتراح لعنوان الكتاب أن يكون: “الإسرائيليات في كتب التفسير”، ولكني رأيت أن أضم إلى الإسرائيليات الموضوعات أيضًا في كتب التفسير، فإن فيها موضوعات ذات خطر على الإسلام والنبي (صلى الله عليه وسلم). ومنها: ما كان من أثر الخلافات السياسية، والدينية، والمذهبية، ومنها ما وضعه قوم زعموا- وبئس ما زعموا- أنهم يخدمون الإسلام، ويرغبون فيه، وذلك مثل: الأحاديث التي وضعت في فضائل القرآن وفي فضائل السور، وفي فضائل الأشخاص والأزمنة، والأمكنة.
أما منهجي في هذا الكتاب: فسأقدم للبحث الأصلي بمقدمات أبين فيها معنى التفسير والتأويل ومعنى الإسرائيليات، وما المراد بالموضوعات؟ وما المنهج الذي يجب أن يتبع في تفسير القرآن، ثم أعرض لما قام به حفاظ الحديث وأئمة النقد والتعديل والتجريح من جهد مشكور في التنبيه إلى الموضوعات والإسرائيليات في كتب التفسير، ثم أعرض لأشهر كتب التفسير بالمأثور، ثم بعد ذلك آخذ فيما إليه قصدت، وهو: الإبانة عن الإسرائيليات والكشف عن الموضوعات في كتب التفسير، سواء منها ما اختص بالتفسير بالمأثور، أو ما جمع فيها بين المأثور وغيره، أو ما غلب عليها التفسير بالرأي والاجتهاد.