الكتاب يجيب على تساؤلات كثيرة تدور في العقل المسلم المعاصر، كما تدور بها أقلام الذين يراقبون ويحللون التحرك الإسلامي في المجالات السياسية، في العديد من المواقع، على خريطة العالم الإسلامي. إن الكاتب حين يتحدث عن أصول الشريعة، وعن العدل، وعن أهل الذمة، وعن المستأمنين وعن حقوق غير المسلمين، المدنية والمالية، وعن حرية الانتقال، وعن حرية المسكن، وحين يتعرض لمفاهيم الجزية والخراج والضرائب، والحدود والعقوبات، فإنه يحاول أن يرسم لوحة متكاملة، متناسقة الأبعاد، لتقديم هذه المفاهيم بقراءة إسلامية معاصرة، مستهدياً القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ومستنيراً باجتهادات العلماء والمحققين، مع قراءة للتاريخ الإسلامي، بوعي وتأمل جديدين. ويعتبر هذا الكتاب -على صفر حجمه- إسهاماً إيجابي في دراسات حقوق الإنسان، في ضوء دعوة لإعادة صياغة المشروع السياسي الإسلامي. وقد حظي الكتاب بمدخل علمي أعده د. طه جابر العلواني ليصبح المدخل والكتاب بمثابة حوار فكري فني بين «المشروع الحضاري الإسلامي الممتد» وبين «المشاريع السياسية المحددة» المستندة إليه، يتضح منه منهج جديد يميز بين طرائق البحث في الثابت وطرائقه في المتغير.
ويبين أهمية الدور الرائد الفعال لمداخل «أسلمة المعرفة» المنهاجية في التناول؛ ليكون الكتاب -بجملته- مدخلاً ومتناً لبنة قوية في بناء الإسلام وعالميته المرتقبة بظهوره على الدين كله فهماً وإدراكاً واجتهاداً وإبداعاً، وتشريعاً وتمكيناً في الأرض. المؤلف: ولد بالحامة بجنوب تونس في 27جمادي الأولى 1360ﻫ الموافق 22/6/1941م. تعلم القرآن عن والده وحفظه في صغره. درس بجامع الزيتونة بتونس ثم عمل مدرساً ابتدائياً بتونس. حصل على «ليسانس» الفلسفة من جامعة دمشق سنة 1388ﻫ/1968م، التحق بجامعة السوربون لتحضير الدكتوراه ثم اضطر لترك الجامعة لظروف خاصة. أعد أطروحة للدكتوراه عن «الحريات العامة في الدولة الإسلامية» ولم يتمكن من مناقشتها في كلية الشريعة بتونس لظروف اعتقاله ومن ثم هجرته إلى خارج تونس.