إن الإنسان في ظل الإسلام، ليس كائناً مستحقراً وذليلاً أمام الله، بل هو خليفة الله، وكائن عزيز عند الله، وحامل لأمانة الله في الأرض، وقد علمه الله وأمر ملائكته بالسجود له.
والإنسان ذو البعدين، وصاحب هكذا مسؤولية يحتاج إلى دين لا يصرفه الى النزعة الآخروية البحتة، ولا الى النزعة الدنيوية المطلقة، بل يحقق له التعادل والتوازن، أي أنه بحاجة إلى دين ذي بعدين حتى يساعده على تنفيذ مسؤوليته الإنسانية.
إن الإنسان في نظر الإسلام كائن مسؤول عن مصيره، بل ليس مسؤولاً عن مصيره فقط وإنما هو مسؤول عن أداء رسالة الله في العالم، وهو حمل الأمانة في الكون والطبيعة. فهو قد تعلم الأسماء، والأسماء معناها الصحيح، الحقائق العلمية المختلفة، لأن الاسم علامة كل شيء، أي الوجه المشخص لكل مفهوم، وعليه فإن تعليم الأسماء لآدم، من قبل الله، يعني إدراك وفهم الحقائق العلمية والقابلية التامة لفهم المعاني الموجودة في العالم.
وبناءً على ذلك؛ فالإنسان وبفضل تعليمه الأول من قبل الله، يتمكن من إدراك واستيعاب جميع حقائق الطبيعة والكون، وهذه مسؤولية أخرى، وهي مسؤولية كبيرة؛ مصير الإنسان يجب أن يصنعه الإنسان بنفسه، المجتمع الإنساني مسؤول عن تقرير مصيره بنفسه، فمصير المدنيات السابقة هو ما صنعوه بأيديهم، ومصير المدنيات اللاحقة سيكون وفقاً لما يصنعوه بأيديهم. إذن، فالإنسان له مسؤولية كبرى أمام الله، لأنه صاحب إرادة واختيار.