…هناك امرأة من نوع ثالث، امرأة لا تقبل النموذج الموروث للمرأة، ولا تقبل النموذج المستورد الوافد من أقذر وأسوأ أعداء الإنسانية. وهي تعرف كلا النموذجين حق معرفتهما، وما يفرض عليها باسم التقاليد الموروثة لا صلة له بالإسلام، وإنما هو مأخوذ من عهود سيادة الأب وحتى من عهود الرق، وما يفد اليوم من الغرب لا هو من العلم، ولا هو من الإنسانية، ولا هو من الحرية في شيء، ولا هو قائم على أساس احترام المرأة، بل هو بكل ما فيه مبني على أساليب المخادعة التي تمارسها القوى الاستكبارية الحقيرة لتخدير بني الإنسان…
ولو أن شخصية الفاطمة (ع) صورت على حقيقتها التي كانت عليها! كيف كانت تعيش.. كيف كانت تفكر..؟ كيف كانت تؤدي دورها في المسجد وفي المجابهة الاجتماعية..؟ لو تم تصوير كل آفاق حياتها هذه وتعريفها للجيل الناشئ بشكل صحيح، لاتخذها كل مسلم، بل وكل إنسان وفي للقيم الإنسانية ومؤمن بالحرية الحقيقية للرجل وللمرأة، كأفضل قدوة وأسوة يمكن السير على خطاها في عالم اليوم، وإلى الأبد.