عرفت الجنّ مبكّراً من خلال الحكايات ومن خلال الحياة اليومية… .
في ظل افتقار القرية لأيّ وسيلة ترفيهية من تلفاز أو مسرح أو سينما أو أيّ وسيلة ترفيهية، فقد كانت الحكّائة تمثّل نافذةً تطلّ من خلالها القرويات إلى لحظة أنس، وتتوافد القرويات إلى مجلس السمر بعد صلاة العشاء ليسمعن حكايات الراوية ويعدن إلى بيوتهن وقد تزودن بكمٍّ من الانشراح…»
يطلق على الحكاية الشعبية في منطقة تهامة اسم «خرفينة» و«خبيرة»، فإذا أراد أحدهم سماع حكاية يقول للراوية: خرفينلي، أو خبريلي. والخرفينة تعني الحكايات التي تدور أحداثها غالباً في عالمٍ سحري مليء بالملائكة والجان والغيلان والقدرات الخارقة والقوى الخفية وما إلى ذلك. ويشتمل الكتاب على عدد كبير من «الخرفينات» التهامية يسردها الكاتب بأسلوب شيّقٍ سلس، بعضها بالفصحى وأخرى باللهجة المحكية، وأحياناً يجمع بينهما