لما كانت السنة النبوية المطهرة تمثل في جملتها المرحلة التطبيقية النبوية البيانية في ظروفها الزمانية والمكانية، وبكل خصائص المرحلة الموضوعية والاجتماعية الأصولية والفكرية، فإن دراسة مناهج الفهم للسنة تعتبر من أكثر الدراسات الأصولية والحديثية ضرورة وأهمية.
فلقد كانت تلك المرحلة تجسيداً علمياً لمنهج الله على الأرض وكان القرآن العظيم يقود حركة التطبيق، والتجسيد للمنهج في الواقع، ويهيمن على سائر جوانبها ليصوغها وفقاً لمنهجه، ويجعلها التعبير الكامل عنه لترجع البشرية إليه دائماً وأبداً، فكثيراً ما كانت آياته الكريمة تنزل بتقويم عملية التطبيق ونقدها وتحليلها وتصويبها وتسديدها والاستدراك عليها، تجسد ذلك واضحاً في كثير من آيات سورة آل عمران والأنفال وغيرهما.
ولأهمية هذا الموضوع كلف المعهد العالي للفكر الإسلامي الشيخ “يوسف القرضاوي” إعداد بحث أو كتاب عن كيفية التعامل مع السنة النبوية، وذلك لبيان المعالم والضوابط اللازمة لفهم السنة فهماً صحيحاً بعيداً عن تمييع المتهاونين والمتعالين الذين يقحمون أنفسهم فيما لا يحسنون ويقولون على الله ورسوله ما لا يعلمون وبعيداً عن تضييق الحرفيين الذين يجمدون على الظواهر ويغفلون المقاصد.