تاريخ التمدن الإسلامي
انصرف جرجي زيدان الباحث والمفكر في هذه الأجزاء الخمسة إلى نشر أخبار التاريخ العربي الإسلامي ودرسها ومناقشة أسبابها وبواعث وقائعها جاء الجزء الأول: أساس لما تلاه من أجزاء.
فقد صدره المؤلف بمقدمات تمهيدية في العرب والتمدن، وحال العرب قبل الإسلام إلى نهضتهم الأخيرة قبيله، والحكومة في الجاهلية وتاريخ الكعبة وقريش إلى ظهور الدعوة الإسلامية وكيفية ظهور هذه الدعوة وانتشار الإسلام والفتوح الإسلامية إلى قيام الدولة الأموية فالعباسية فالأموية الأندلسية فالفاطمية فغيرها.
وقد نظر المؤلف في كل ذلك نظر الناقد. وعمد بعد تلك المقدمات إلى النظر في المملكة الإسلامية في إبان عزها وفي إحصائها. ثم في الدولة الإسلامية وإدارتها وكيف نشأت وتشعبت إلى الوظائف المتعددة كالخلافة وما يتبعها والوزارة وولاية الأعمال وبيت المال وسائر الدواوين. ثم ذكر تاريخ كل من هذه الإدارات والوظائف وما تفرع منها أو ألحق بها.
وبحث في الجزء الثاني عن ثورة المملكة الإسلامية وغنى أهلها وحضارتها وعلاقتها بالدول العاصرة لها، ووصف أحوال الخلفاء في مجالسهم وألعابهم واهتمامهم بالعلم والعلماء والشعر والشعراء والدخول عليهم وجلوسهم للناس وقصورهم وبذخهم وركوبهم وضيافتهم وكرمهم والأبنية الإسلامية والمدن الإسلامية.
وبحث الجزء الثالث في العلوم والآداب والشعر والصناعة وحالها في الشام والعراق قبل الإسلام، وكيف ارتقى إليها المسلمون وتاريخ ذلك الارتقاء ومقداره.
والجزء الرابع والخامس تناولا الآداب الاجتماعية في تلك العصور الزاهرة على ما يقتضيه المقام. وختم الكتاب ببيان نسبة التمدن الغربي الحديث إلى التمدن الإسلامي، وكان الكلام في ذلك جلياً واضحاً بعد تفصيل عوامل هذا التمدن في الأجزاء السابقة.