هذه الصحائف التي أقدم لها تتحدث عن شعبة أساسية من أرفع شعب الإيمان، وعن مقام من أعظم مقامات الدين، وخلق من أجل أخلاق الربانيين، وهو “الإخلاص” الذي لا يقبل الله عملاً إلا به، فبغيره لا يكون العمل مرضياً عند الله تعالى. وإنما يرضى الله العمل الصالح في ذاته إذا تحقق فيه الإخلاص، وانتفى منه الشرك أكبره وأصغره، جليه وخفيه. ولا يتمّ الإخلاص إلا بتوافر النية الصادقة، وتجريدها لله، وتخليصها من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية.
وهدف القرضاوي من تدوين هذه الدراسة هو أن يعين المسلم على جهاد نفسه، ومقاومة شهواتها الخفية. أما عناوين فصولها فجاءت كما يلي، معنى الإخلاص وضرورته للسالكين إلى الله، أهمية النية في تحقيق الإخلاص، فضل الإخلاص وخطر الرياء، حقيقة الإخلاص، من دلائل الإخلاص، الطاعة والمعصية بين الكتمان والإظهار، ضرورة الإخلاص لحملة الدعوة، من ثمرات الإخلاص، من بواعث الإخلاص.