عبر تاريخها الطويل وأيامها المتبدلة لم تعدم الإنسانية أصوات دعاة ومصلحين ارتضوا لعقولهم حبّ الحقيقة ولقلوبهم حبّ البشر، فعكفوا على دراسة وحي السماء والتأمل في سُنن الأنبياء ومحّصوا تاريخ المجتمعات والدول ثم عادوا بعد تطواف طويل يؤدون دور الحادي للقافلة الإنسانية، يأخذون بيدها يمنةً ويسرى بُعداً بها عن أشواك التجارب وإدلاجاً بها لبلوغ الغاية.
ومن تلك الثُلة الموقرة مؤلف هذا الكتاب، حكيم دعاة العصر الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله، فقد خصّ المسؤولين ورجال الإدارة والثقافة والفكر بخمس محاضرات، وخصّ الجامعات والمعاهد العلمية وأساتذتها وطلابها بخمسٍ أخرى، وإذ بها عشرةٌ كاملة تبيّن للأُمة وللإنسانية جمعاء معنى السعادة الحقّة وتصف طريقها، ومعنى القيادة الموفقة وتحديد مسؤوليتها.