لا شيء أعظم م ن أن يعيش الإنسان الحرية التي وهبة الله سبحانه إياها، إلا أن شعوره بها وممارستها لا يمكن أن يمر إلا عبر الإيمان الصادق بأن الكون كله ميسر بمشيئة الخالق عز وجل فهو المحيي والميت وهو المعز والمذل وهو الرزاق، وهو اقهر الجبارين وقاسم المتكبرين.
فالتوحيد ليس عبارة تردد، أو شعار فارغ يرفع، إنما هو كفر بما دون الله عز وجل، وتسليم للخالق بكل مصائر الحياة، هو الدخول في عالم ظاهر وفكر يستوعب الحياة، وقلب يسع الوجود، وروح مطمئنة لكل تقلبات الزمن، صير لقضاء الله وقدره. كما أنه التحرر من الذات القانعة، والنفس الدنيئة، والأنانية القاتلة.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يوضح معنى التوحيد ومقاصده وآثاره على حياة الفرد والمجتمع.