هذا الكتاب شاءت حكمة الله أن تكون الهجرة محكاً لصدق المؤمنين في إيمانهم وحرصهم عل النجاة بدينهم, ولو كان الثمن اقتلاعهم من جذورهم. إنها الموقف العملي الحركي، والذي يؤكد صدق الإيمان, فضلاً عن وجوده, فما إن يستقر الإيمان في القلب, حتى يعبر عن ذاته بحركة إيجابية تؤكده. والهجرة لا تقبل إلا خالصة لله تعالى, وابتغاء وجهه الكريم, وهي عمل و شأنها شأن أي عمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً, خالصاً ما ابتغي به وجه الله, وصواباً ما وافق السنة وهذا الكتاب يبين: الموقف الكامل, ثمن السعادة الحقيقية, بل نؤثر الجانب الأسمى, التوكل والأسباب, الهجرة في سبيل الله حصراً, عقبة بن نافع الجهني من الرعي إلى العلم إلى الفتوح, سراقة بن مالك المدلجي وسوار كسرى, بداية التأريخ الإسلامي، والعاقبة للمتقين, الذين آووا ونصروا, في خيمة أم معبد, لك العتبى حتى ترضى, حينما تكون الهجرة في سبيل الشيطان, لقد سوى الإسلام بينهما.