إنّ بقاء اللّغة العربية حيّة إلى يومنا هذا مدين، دون شك، للقرآن، فلولاه لبادت هذه اللّغة، كما بادت اللغات الأثرية القديمة.
لقد ارتقت هذه اللّغة بالقرآن ارتقاء عظيما، فأصبحت تحمل أساليب الدعوة إلى توحيد الله وأساليب الاستدلال على البعث والنشور، ومضامين قصص الأمم الغابرة، ومناهج السلوك الفردي والاجتماعي ودخلت في هذه الأساليب مصطلحات جديدة عبادية وعقائدية، ما كان لها وجود في هذه اللغة، نظير: الفرقان والكفر والإيمان والشرك والإسلام والنفاق والصوم والصلاة والزكاة والتيمّم والركوع والسجود وغير ذلك من مصطلحات الدين الحنيف.