“إشكالية الإسلام والحداثة” هو واحد في سلسلة كتاب، قضايا إسلامية معاصرة، يحاول المؤلف من خلاله، بيان الوجه الآخر للحداثة الغربية، التي هي الشغل الشاغل لدول العالم عموماً، ولدول المسلمين خصوصاً، على كل الأصعدة الحياتية والفكرية والثقافية في الوقت الراهن.
في هذا الكتاب يهتك المؤلف أستار الحداثة القريبة، كاشفاً عن الالتباس وسوء الفهم الذي شاع في الكثير من الكتابات التي ظلت تلح على استعارة هذه الحداثة كما هي، وتعميم مفهوماتها في العالم الإسلامي، لو أريد لهذا العالم تجاوز عوائق النهوض والالتحاق بركب العالم الراهن. على أن المؤلف يعالج هذه الإشكالية من منظور مختلف، مستنداً في ذلك إلى خبرة أكاديمية معمقة بالحداثة الغربية، مضافاً إلى معايشة تمتد إلى أكثر من ربع قرن لنمط الحياة الأوروبية، معايشة تغور في ثنايا هذه الحياة، متوغلاً في نسيجها الداخلي، ولا تقف عند سطحها. وهذا ما أتاح للمؤلف أن يكشف للقارئ من الوجه الآخر للحداثة، ففي الوقت الذي تعمل فيه هذه الحداثة على ترسيخ دولة القانون، وحماية الحريات في الغرب، تتبدى للقارئ بأنماط وحشية من الاستبداد ومصادرة حريات الأفراد وإشاعة القمع والإرهاب. وبحسب تعبير المؤلف تصنع الحداثة في عالمنا العربي، دولة الاستبداد الشرقي التي هي دولة الغرب في الشرق.