النظر والعمل والمأزق الحضاري العربي والإسلامي الراهن مستخلص يتناول هذا الكتاب حوارية بين فيلسوفين عربيين مرموقين حول إشكالية العلاقة بين النظر والعمل وأولوية كل منهما في الخروج من المأزق الحضاري العربي والإسلامي الراهن. يكتب كل منهما بحثه وتعقيبه على بحث الآخر مستقلاً. يعرض أولاً النظر والعمل من المنظور الحي للفلسفة العربية الإسلامية، ويوضح مراتب الحضارة، ويشترط المعرفة النظرية للحرية العملية، ويبين الدلالة الحضارية للعلاقة بين النظر والعمل.
ويتحدث عن أهم محطات العلاقة بين النظر والعمل في مدخل تاريخي يبين العلاقة بينهما في المدخلين التقليديين الفلسفي والديني، ويبين المدخل التاريخي البديل بينهما، بدراسة البنية المحورية ونظريات المقولات الفلسفية القديمة والحديثة، ونظريات الآية الدينية القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة، بالأبعاد الفقهية والصوفية والجدلية في الفعل الديني السياسي المحمدي. ويعرض لمبدأ تاريخ الفلسفة (بنية العقل العميقة)، ومبدأ فلسفة التاريخ (نظر العمل). ويدرس ثانياً ضرورة الحوار، وأولوية العمل على النظر أو النظر على العمل، ويبين أن أحد متطلبات الواقع العربي المعاصر هو أولوية العمل على النظر، في المنزل العربي الذي يحترق، ويحتاج إلى من يطفئ النار، ويصارع من أجل البقاء، في واقع مؤلم مهين يواجه فيه العرب الاحتلال بالبيانات والمؤتمرات دون أي فعل في مواجهة الألم. ويبين دور المثقف والفيلسوف في الحل، فالفلسفة رسالة، والثقافة رؤية، والفكر موقف، والعلم التزام.