بدأ غسان كتابة القصص في وقت مبكر جداً وهو في الرابعة عشرة من عمره وكان يستوحي قصصه من واقع الحياة التي عاشها. وكان انفعاله بالقضية العربية عموماً والقضية الفلسطينية خصوصاً واضحاً في كتاباته فوهب حياته منذ ذلك الحين للقضية إلى أن استشهد في سبيلها في الثامن من تموز (يوليو) 1972.
كتب مرة لأحد أصدقائه يقول: “أشعر دائماً بالإعياء والتعب.. ولكني لا أذهب للفراش، هناك شعور خفي بأن الذين يقعدون الآن لن يقوموا أبداً”.
لقد عبر غسان عن قضية بلاده بأساليب عدة، بالقصة، بالمقال، وبالخبر، بالسلاح، بالحب.
أما حبه للأطفال الذين كان يرى فيهم ثوار المستقبل الحقيقيين. فقد تمثل في حبه لأطفاله ولابنة شقيقته “لميس حسين نجم” منذ مولدها في 12/1/1955. فقد اعتاد في مطلع عيد ميلادها أن يقدم لها كتيباً صغيراً يزينه برسوم من ريشته.. يضم أشعاراً أو أساطير للأطفال.
ومن بين كتاباته إلى “لميس” قصة “القنديل الصغير” وهو أول عمل موجه للأطفال كتبه ورسمه غسان وقد كتبت في مقدمته. “… وكي أحافظ على وعدي لك وهديتي إليك قررت أن أكتب لك قصة… وسوف أكتب لك واحدة اسمها القنديل الصغير. تكبر معك كلما كبرت..”.
وفيما بعد كتب لها:
“إنني لم أهد كُتبي إلا للناس الذين أحببتهم أكثر من أي شيء في عمري: لأبناء بلدي، لامك، لزوجتي… والآن لك أنت..”.
لقد كانت “لميس” هي رمز حبه العظيم لكل الصغار الذين يطمح بعالم لهم.
وكأن كل هذه العلاقة الحميمة بين غسان و”لميس” أبت إلا أن تتوج بارتباط أبدي… فكانت رحلة الخلود لهما معاً… وكانت “لميس” رفيقة غسان في استشهاده.