عملت بتلر على هذه الرواية لما يقارب من عشر سنوات من عمرها، قرأت فيها مذكرات العبيد والوثائق الرسمية وأرشيف الجمعيات التاريخية والخرائط القديمة، لتقوم على أساسها بالتخطيط لمسارات وتحركات شخصياتها، هذا بالإضافة إلى زياراتها لولاية ماريلاند حيث تدور أحداث الرواية. سيكون جلياً أمام القارئ حجم العمل الدؤوب والتراكمي الذي بذلته بتلر لتشكيل سياقات مكانية وزمانية وثقافية حول الرواية. أرادت بتلر أن تقاوم النسيان بالذاكرة، وأن تخلق استمرارية بين الماضي والحاضر، خاصةً وأن هوّة الحداثة تخلق وهماً عند الإنسان المعاصر بأن ذاك الماضي تحوّل وبات بعيداً، ليمحو بذلك معاناة إنسان الأمس، ومحاولاته في المقاومة والنجاة. كما أن بتلر تعالج هذه الهوّة في سياقٍ محليٍ أيضاً، حيث الاختلاف الأيديولوجي الشاسع بين السود في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بالمقارنة مع أسلافهم الذين استُعبدوا. عاشت بتلر فترة راديكالية في تاريخ أمريكا، حين كان أغلب جيلها من السود ينزح نحو الكفاح المسلح، وينظر إلى الأسلاف باعتبارهم ضحايا أو خانعين. وأرادت للقارئ أن يخلق روابط جديدة مع الأسلاف، قائمة على التعاطف والترابط التاريخي لتطرح مفاهيمَ جديدة عن القمع والمقاومة.
***************************
هذه أول رواية من نوعها تعيد خلق عوالم الجنوب الأمريكي، عبر حكاية فانتازية تجمع بين الخيال العلمي والواقعية التاريخية.
صحيفة فرانسيسكو كرونكل