علم الأخلاق يُعتبر من أمهات المسائل الاجتماعية بل الاخلاق اساس المجتمع، لان المجتمعات والشعوب بأخلاقها وقيمها لا بحضارتها وقدمها، ولولاها انعدمت الحياة المدنية واصبحت غابة يسودها القوي والضعيف فيها منسحق. والثابت أن الاخلاق هي المعيار والضابط الذي يُقاس به، لأن المتتبع لسيرة أهل البيت ـ عليهم السلام – ورواياتهم يجد أنّ حسن الخلق هو سبب دخول الفرد الى الجنة هذا في دار الآخرة، وأما في الدنيا فهو سبب لرقي الإنسان إلى ذروة الكمالات، بعد هذا إن رسول الله محمد – صلى الله عليه وآله ـ لما بعث للإنسانية بعد إنغماسها بالحيرة والضلال والفساد قال: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» لأنه – صلى الله عليه وآله ـ يدرك حقيقة الاخلاق ومدى تأثيرها في المجتمع المتفسخ خُلقياً كالمجتمع الجاهلي أنذاك.