أديب الدعوة ” محمد الغزالي ” ، خط بقلمه أسمى الجمل الأدبية في سبيل الدعوة و في سبيل تجديد الخطاب الديني .
هو كاتب مصري ولد في عام 1916 و توفي في عام 1996 و دفن في المدينة ، تأثر ب أبي حامد الغزالي و جمال الدين الأفغاني ، سار على نهج الإخوان المسلمين و مؤسسي حركة الإخوان في مصر ” حسن البنا ” . في كتابنا ” تأملات في الدين و الحياة ” جمع المقالات التي كتبها وقتما كان طالب بكلية أصول الدين ، و أدرجها في كتاب . يطبع على المقالات أسلوب وعظ و حماسي و اندفاعي ، ذكر الكثير من وقائع التاريخ الإسلامي ، و خصه بكثير من سيرة الحبيب المصطفى و سيرة صحابته الكرام .
تحدث عن معركة حطين و غزوة بدر و معركة مؤتة ، و بيعة العقبة الكبرى ؛ اختار هذه الوقائع خصيصا لما لها من تأثير في التاريخ الإسلامي .
اختار رجالا أشداء من أصحاب الرعيل الأول ممن استجابوا لدعوة الرسول ، ليضرب لنا أمثال الرجال و رجال المبادئ ، منهم : مصعب بن عمير ، سعد بن أبي وقاص ، علي بن أبي طالب ، النعمان بن مقرن .
أراد بأن يذكر كيف كان مجد الإسلام و مجد الإسلام اليوم ، كيف كان ” الاستعمار الإسلامي ” – إن صح التعبير – و كيف هو ” الإستعمار الأوروبي ” اليوم . و ما الفرق بينهما إلا كلمة توحيد واحدة ! أراد بأن يتوقفوا بإعزاء الإسلام لمن هم أشباه ملوك و رؤساء ، تحدث عن الطواغيت من الحكام التي اغتيلت سرا بسبب بطشهم بالشعوب ، و الشعوب تخشى قول شيء في حضرتهم .
و بين هذا العرض يسرد تأملات في الحياة ، يوضح الخطل الذي يشوب حياتنا من أصحاب الذكر و الإستغفار ، حيث يظنون أنهم وصلوا مراتب الكاملين ، و لكن إيمانهم لم يصل حناجرهم و نسيوا أن الأعمال بالنوايا . وضح نقطة أن الأمم عندما تهون تمسخ ما لديها من تعاليم و هذا هو حال ديننا اليوم ، و أن الإنشغال بسفاسف الأمور من الدين ما هو إلا تغييب عن القضية الأهم ، قضية الإسلام ، قضية التوحيد ، بعيدا عن تبجيل الطاغية ، و بعيدا عن التذلل للفقر و الخشية من المستعمر .
” و مكروا و مكر الله لهم و الله خير الماكرين ” ، لن يتوقف الإسلام عن إنجاب دعاة و مجاهدين و حفظت قرآن .
رحمة الله على ” الغزالي ” ، مات و هو يقول ” نريد أن نحقق في الأرض لا إله إلا الله ” ، و كلمة توحيد لا بعدها أي خضوع و استسلام . و لعلنا نعقل ..