كلمة الغزالي: هذه دراسة جديدة للقرآن الكريم سبق أن قدمت نماذج لها فى بعض ما كتبت. وقد لازمنى شعور بالقصور وأنا أمضى فيها فشأن القرآن أكبر من أن يتعرض له مثلى ولكنى حرصت على أن أزداد فقها فى القرآن وتدبرا لمعانيه. والهدف الذى سعيت إليه أن أقدم تفسيراً موضوعياً لكل سورة من الكتاب العزيز. والتفسير الموضوعى غير التفسير الموضعى : الأخير يتناول الآية أو الطائفة من الآيات فيشرح الألفاظ والتراكيب والأحكام أما الأول فهو يتناول السورة كلها ، يحاول رسم “صورة شمسية” لها تتناول أولها وآخرها وتتعرف على الروابط الخفية التى تشدها كلها ، وتجعل أولها تمهيداً لآخرها وآخرها تصديقا لأولها ولقد عنيت عناية شديدة بوحدة الموضوع فى السورة وإن كثرت قضاياها.
وانبه الى هذا التفسير الموضوعى لا يغنى أبدا عن التفسير الموضعى بل هو تكميل له وجهد ينضم إلى جهوده المقدورة. وهناك معنى آخر للتفسير الموضوعى لم أتعرض له، وهو تتبع المعنى الواحد فى طول القرآن وعرضه ، وحشده فى سياق قريب ، ومعالجة كثير من القضايا على هذا الأساس. وقد قدمت نماذج لهذا التفسير فى كتابى ” المحاور الخمسة للقرآن الكريم ” و” نظرات فى القرآن” ولا ريب ان الدراسات القرآنية تحتاج الى هذا النسق الآخر ، بل يرى البعض ان المستقبل لها ! والحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب وجعله هدى لأولى الألباب وحصنه من الخطأ ومحضه للصواب. والله المستعان