اعصفي يا رياح من حيثما شئت.. وعفِّي الطلول والآثارا
وانسفي يا رياح آية هذا الليل حتى يحور ليلا سِرارا
وازأري يا رياح في حرم الدهر زئيرا يزلزل الأعمارا
اعصفي.. وانسفي.. كأنك سُخّرت خبالا يساور الأعمارا
اعصفي.. وازأري..كأنك غيرى قذفت حقدها شَرارا ونارا
اعصفي كالجنون في عقل صبٍّ هتك الغيظُ عزمه والوقارا
اعصفي كالشكوك في مهجة الأعمى تخاطفن حسه حيث سارا
اعصفي كالفناء ينتسف الأوكار نسفا ويصرع الأطيارا
اعصفي كالوفاء صادمه الغدر ..فأغضى إغضاءة، ثم ثارا
اعصفي كالضلال يسخر من هاد أذل القفار علما، وحارا
اعصفي كالأسى أفاق من الصبر فلم يستطع قرارا، وفارا
اعصفي وانسفي، فما أنت إلا نعمة تنشئ الخراب اقتدارا
عالَم لم يكن ولا الساكنوه غير أشباح نقمةٍ تتبارى !