انفرد المسلمون بعلمين أساسيين في التوثيق والإبداع النظري وهما علم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث وأصوله، فالأول لضبط مناهج الاستنباط والاجتهاد ومعرفة الحكم الشرعي بنحو صحيح، والثاني لغربلة الحديث المروي والتعرف على الحديث النبوي الثابت الصحيح والحسن و...
علم أصول الفقه تميز به المسلمون عن غيرهم من الأمم في العلوم المختلفة، لمعرفة كيفية استنباط الأحكام من مداركها، وتحديد مصادر الاستنباط.
وقد نشأ هذا العلم بالاعتماد على اللغة العربية، ومقاصد الشريعة، وعلم الكلام أو التوحيد، فهو ذو طبيعة معرفية خاصة.
ولكن للأصوليين مدرستان كبيرتان فيه: مدرسة المتكلمين أو الشافعية، ومدرسة الحنفية، ومنشأ الخلاف: هل الأصول النظرية مقدمة على الاجتهاد أو الفروع الفقهية؟ ستجد أيها القارئ الكريم متعة في التعرف على هاتين المدرستين بقلم المؤلف، وفي معرفة أول من دوّن هذا العلم وحدد معالمه وأبان ضوابطه، وكيفية ممارساته.