يبدأ الكتاب بوصف رائع لشقشقة الفجر يسترجع خلالها يحى حقى خواطر الماضي البعيـد التى ترده الى ذكريات الطفولة الدافئة والاصوات التى تعلن مقدم الفجر وترحب به صوت المؤذن صياح الديك زقزقة الطير وتسبيح الكروان ومخلوقات الليل الخفية المخيفة الغول أبو رجل مسلوخة الأخت المقيمة تحت الأرض وبغلة العشرى التى تقابلك فى ليلة مقمرة وتغريك بركوبها وتعلو حتى تبلغ السماء ثم تلقيك فتهوى وتلقى مصرعك
و من الغريب اختلاف الرموز ومدلولاتها فى الشعوب و الحضارات المختلفة بينما يستطير ويتشائم العرب من البوم وصوته الذى هو نذير الموت الذى يستدعى الطفل الصغير يحى ان يظل يدعو الله ان لا يقبض الملك عزرائيل روح اى من افراد الاسرة ولا احد افراد الجيران ، كما يتعرض فى هذه المذكرات لايام اقامته فى الحجاز وبداية الحركة الوهابية وحضوره لاول حفلة موسيقية،
ثم تواشيح دينية ومدحا للرسول وكيف استحث المستمعين المنشد ليصل الى قصيدة انا على دينك ليكتشف انها نسخة طبق الاصل من لحنا ولهجة من اغنية ام كلثوم انا على كيفك ، ويجىء على ذكر الصحفى الانجليزى فيلبى الحاج عبدالله فيلبى الاتى من بلاد الضباب لا يعرف لغتنا ولا ديننا فيجوب الجزيرة شرقا وغربا ولا يبالى بالاهوال والاخطار ويسجل ما يراه وينشره.
.والذى كان مثالا للجراة نظرته لا تنكسر ولسانه حاد قاطع والذى لم يعد الى انجلترا لانه سيعيش غريبا فى اهله