منذ غزا سليم بركات المشهد الشعري العربي، في أوائل السبعينات، بشرنا بشعر جديد مختلف. لم يشبه أحداً، وسرعان ما صار هذا الفتى الكردي الخجول أباً شعرياً لأكثر من شاعر عربي فتنتهم صوره الغريبة، ولغته الطازجة، وإيقاعه الشلال. ليست اللغة وسيلة للتعبير، إنها الوسيلة والغاية.. يسوسها كما يسوس قطيعاً من ذئاب مروضة إلى مجهول في متناول الموهبة، وتسوسه إلى البحث الفاتن عن معنى مستتر وراء اللامعنى، أو عن عبث اللامعنى في المعنى.