إن الإيمان بالله تعالى هو أساس الدين كله، فما من تكليف عقدي أو شرعي إلا وهو قائم عليه ومستند إليه، ولذلك فإنه على قدر ما يكون بيّناً في الأذهان مكيناً في النفوس، يكون ما يقوم عليه من التكليف التصديقي والسلوكي قوياً في التحمل والأداء، مفضياً إلى تحقق الغاية من الدين، وهي صلاح الحياة الإنسانية في الدنيا والآخرة.
وما يقدمه الدكتور “عبد المجيد عمر النجار” في هذا البحث من تقرير للإيمان بالله يندرج في نطاق تلك الجهود التي يبذلها الباحثون في هذا الشأن على مر الزمن في غير ما توقف، وفاءً لقيمة الموضوع، وقوة أثره في حياة الناس.
وهكذا فقد سعى المؤلف إلى ترتيب مادة بحثه في فصل تمهيدي أجمل فيه بياناً عن علم العقيدة نشأة وأطواراً ومقتضيات تجديدية تقتضيها فيه الظروف الراهنة، وذلك لما رآه من أن فهم الكثير من القضايا التي طرحها يتوقف فهمها حق الفهم على هذا التمهيد. ثم اتبع ذلك بفصول أربعة خصص أولها لمناقشة الإيمان بالله بين الفطرة والكسب الاستدلالي، وبحث في الثاني الإيمان بوجود الله من أدلة الآفاق والأنفس، وبسط في الثالث الإيمان بصفاته تعالى على وجه الجملة ثم على وجه التفصيل، وختم في الرابع ببيان الأثر العملي للإيمان بالله في حياة الفرد والجماعة توجيها له وجهة الاستدلال العملي على حقية هذا الإيمان، وخلال هذه المحاور العامة تطرق إلى الكثير من المسائل لها صلة بها، ولها مدخل في الإيمان بالله بياناً أو استدلالاً.