روايتان قصيرتان ـ أين عمرى ـ أشرف خائنة لم يعد فيها من عمرها – عمر التاسعة عشرة – إلا بشرتها النضرة وهذه الدماء الساخنة التي تطوف بوجنتيها ثم تنجمع في شفتيها، وهذا الشعر الذي ترسله أحياناً فينحدر فوق كتفيها كشلال من الذهب يهدر في همس ثم تنطلق منه شعرات في الهواء كأنها تستغيث من الحرمان، وهذا القوام وقد نضج وشد بعضه بعضاً حتى لكأن النهدين يحاولان تقبيل العنق، ولكأن الساقين فخورتان بجعلهما هذين النهدين!!..
. ولم يعد لها من رمضات عمرها، إلا هذه اللفتات التي تنطلق من عينيها، أحياناً كلما رأت فتى يراقص فتاة، أو كلما مرت في شارع (الببارون) بضاحية مصر الجديدة ولمحت مواكب العشاق، أو كلما رأت زوجة شابة سعيدة يزوجها الشاب… وهي لفتات لم تكن تدري لها سبباً… لم تكن تدري لماذا تطيل النظر إذا رأت هذا الفتى وهو يراقص هذه الفتاة، ولا لماذا تتعمد أن تطل بعينيها كلما رأت شاباً يتأبط ذراع شابة في حدائق شارع (البارون) ويخاطبها بشفتيه دون كلام… لم تكن تدري لذلك سبباً، إنما كانت تتنبه إلى نفسها فتدير عينيها وتعتدل في جلستها، وتعود كما كانت وكأنها إمرأة في الأربعين…