العلاقات الدولية في التاريخ الإسلامي : الجزء الثامن : الدولة الأموية دولة الفتوحات
يجب التنبيه هنا إلى أن أصل الجهاد في سبيل الله ليس لحمل الناس على اعتناق الإسلام كرها، وبهذه الأهداف السامية والغايات العالية انطلقت حركة الفتوحات الإسلامية منذ زمن النبي -صلى الله عليه وسلم، وتابعت مسيرتها في عصر الخلفاء الراشدن ولم يوقف حركة الفتوحات الإسلامية في زمن الراشدين إلا أحداث الفتنة التي شهدتها المراحل الأخيرة من خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه، وما تلاها من حروب داخلية بني الخليفة الراشد علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه، وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الوالي على الشام حينئذ.
ولقد أدت هذه الفتنة إلى انشغال المسلمين بأنفسهم عن مواصلة الفتح وتثبيت أقدامهم في البلاد التي فتحوها، وعن نشر الدعوة الإسلامية، “مما يعكس الأثر السلبي للخلافات الداخلية على وضع الدولة الإسلامية الناشئة. وهذه السلبية سوف تصبح نمطا يتكرر مرات عديدة في التاريخ الإسلامي، حيث أضحت الخلافات الداخلية عاملا مهددا لوجود ومكانة الدولة، خاصة في فترات الضعف