قادها شغَفُها بالقراءة إلى «نهج الدبّاغين» المعروف ببيع الكتب القديمة، فوجدتْ نفسها بعد سلسلة من الأحداث مع رجل غريب الأطوار أسّس رابطة للكتّاب الأشباح، تُسند فيها كلّ كتابةٍ إلى اسم وهميّ لا وجود له، من أجل تخليص الكُتّاب من المحظورات الدفينة في أعماقهم وفتح باب الحريّة أمامهم على مصراعيه. وهكذا تتورّط هذه القارئة في مشروع غريب، جعلها تقرأ الروايات التي يكتبها الكتّاب الأشباح. رواية تتناول في الظّاهر موضوعًا مُربكًا يتعلّق بالمحظورات الجنسيّة، ولكنّه ليس سوى مطيّة لمقاربة الخوف السّاكن فينا، ومقاربة مأساة الكتابة إذ توضع وجهًا لوجه أمام الرقابة والسّلطة والمجتمع، فكم عدد الأفكار التي نهدرها كلّ يوم على مذبح الرقابة والخوف؟ وهل إنّ تاريخ الأدب هو تاريخ المكتوب والمعلن أم التاريخ الحقيقيّ كامنٌ في ما لم يُكتب بعد؟ ألا يُضحّي الكتّاب كلّ يوم بالإنسان الساكن فيهم من أجل كتابة المؤتلف والمنسجم والمعلوم؟ ألا يتحوّل الكتّاب مع كلّ كتابةٍ لا تقول ذواتهم الحقّ ولا تقول الإنسان في اختلافه وتعدّده وتنافره إلى مجرّد أشباح؟ هذا ما تشير إليه هذه الرواية لتقول لنا: ما أكبر دائرة الأشباح وما أضيق الكتابة.