تقدم لنا هذه القصة نمطًا جديدًا من الحب الذي لا يحتكم إلى الغريزة وحدها؛ فالحب في هذه القصة حب أفلاطوني تتجلَّى رومانسيته في صومعة العلم. فأحداث القصة تتألف من البطلة « بثينة» وابن عمها أمين الذي أحبها بذكاء العالِم لا بعنفوان المحب. فبثينة فتاة تمتلك نموذجًا خلّابًا لأنوثة مهذبة؛ فهي مغرمة بالمطالعة والموسيقى، وتحيا في عالمٍ من الأخيلة الشعرية الجامحة، وتعيش أسيرةً لها، ولا ترى معشوقًا سواها؛ ولا ترى في الحياة الزوجية سبيلًا لتحقيق أحلامها؛ وهذا ما جعلها تغضُ الطَرْف عن ابن عمها الذي تخرَّج في جامعة كاليفورنيا، وتخصص في الصناعات الزراعية؛ وهفت نفسه للزواج بها؛ ولكنه استطاع أن يجتذبها له بمنطق العلم، فاصطحبها إلى مَنْحَلِهِ الذي يُجْرِي فيه أبحاثه الزراعية؛ فتعرفت على الحياة التي يحياها النحل، وفطنت إلى أهمية الزوج والزوجة في بناء هذه المملكة، وأثمرت هذه الرحلة عن زواج أمين بمحبوبته بثينة.