في معركة عين دارة أصيب نور الدين ابراهيم خاطر جابر بطعنة في عنقه. لم تقتله الطعنة. تدحرج مع رجل على أشواك منحدر، ثم خنقه بيديه العاريتين. كان الدم ينوفر من رقبته. حاول إغلاق الثقب بيده، لم يقدر. مزق قطعة من ثيابه ولف عنقه. كي يوقف النزيف كان عليه ان يخنق نفسه. في شمس أيار، وسط الضجيج والصراخ، استطاع أن يبلغ نبع ماء. انحنى على بركة راكدة كي يغسل جرحه. رأى وجهه مغطى بالدم، متقلص العضلات، يشبه وجها غريبا، وجها رآه – يراه – اليوم لأول مرة: وجه ذلك الرجل الذي خنقه للتو.