جَاء أحد النّاس إلى أبي ثعلبة الخشني ، فقال له :كيف تصنع في هذه الآية ؟
فقال:أيّ آية ؟
قال :قوله تعالى :” يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم “
قال : أما والله لقد سألتَ عنها خيبراً ؛ سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: بل [ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر] حتى إذا رأيت شحا مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامّة فإن من ورائكم أياماً [الصبرُ] فيهن مثل [القبض على الجمر] ، للعامل فيهنّ مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم “
وفي رواية “قيل: يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : بل أجر خمسين منكم“
…………….
إنّ الأخلاقيين لا تبرر الغاية عندهم الوسيلة ، وغير هؤلاء تبرر الغالية عندهم الوسيلة .
>> وهذا خطأ وهذا خطأ <<
فليست كل وسيلة مقبولة من أجل غاية ، وليست كلّ غاية مقبولة أصلاً .
وفي دعوتنا الغاية الإسلاميّة تحتاج وسيلتها الإسلاميّة ويجب أن تكون الغاية حقّا والوسيلة حقّاً
فإذا اتّضح هذا فإن أن هناك حالات في الإسلام بررت الغاية فيها الواسطة
فمثلاً الكذب في الإسلام مذموم ، والكن إذا تعيّن الكذب للتخلص من ظالم أو لحماية مظلوم يصبح الكذب في هذه الحالة واجياً
على أن [الفتوى] هي التي تحدد ما يجوز وما لايجوز سواءً في ذلك قضة الغايات أو قضيّة الوسائل .
نقول هذا لتبيان أنّه من الخطأ الكبير أن تأسرنا اصطلاحات الآخرين أو تفيدنا تصّوراتهم .
فـ نحنُ مسلمون : أهدافنا إسلاميّة وغاياتنا إسلاميّة ووسائلنا إسلاميّة .
فحيثما أجاز لنا الإسلامُ (تحرّكنا) ولو كانت حركتنا غير مقبولة عند الآخرين
وحيثما حظرَ علينا الإسلام أن نفعل (فلن نفعل) ولو كان الفعل يقربنا إلى آخرين .
كتاب دروس في العمل الإسلامي | لـ د.سعيد حوّى