ما من قضية أخذت جدلا بين الناس مثل قضية الموت والحياة. وما من قضية تدخل فيها العلماء بعلم كاذب مثل قضية الموت والحياة! ذلك أن الموت غيب عنا، وكل غيب نحن نأخذ أخباره وخصائصه عن الله سبحانه وتعالى، لأنه مادام غير مشهود فهو لا يدخل في علم الإنسان يقينا. وإن كان يدخل ظنا أو توهما .. مما يعرضه لكمية هائلة من الأكاذيب غي الصحيحة. وهذا هو موضوع كتابنا.
يدرك المرء أثناء غرقه بين سطور و طيات هذا الكتاب، كم كان الوهم الذي يعيش فيه كبيراً.. كبيراً إلى الحد الذي باتت فيه فكرة “الحياة الآخرة” لاتترد إلى أذهاننا إلا عندما نسمع بأن أحدهم قد فارق الحياة! رغم أن دنيانا ليست حياة حقيقية.. مانعيشه اليوم وفي الغد و حتى يجدنا الموت مجرد ومضة عين!
حياة كل مافيها متقلّب، وله بداية، وله نهاية، و هو زائل لامحالة ثم نستيقظ من موتنا لنشهد الحياة الحقيقة.. الأبدية