يا لهول ما رأت.. جحظت عيناها.. كاد عقلها يهذي..
رؤوس زوجها ووالديه مفصولة عن أجسادهم، ومثبتة في الحائط
بمسامير غليظة في وسط جبهة كل منهم.. الدماء في كلِّ مكان، وأجسادهم
ملقاة على الأرض.. ودماؤهم تقطر من رؤوسهم المنحورة.. وبالقرب من
المدفأة تشتد النيران المستعرة بكثير من الحطب الاستثنائي.. شيء ما مُعلقَّ تلتهمه النيران.. كأن أحدهم يقبض على قلبها بقوة عارمة.. دقَّقت النظر..
إنه إدجار طفلها الوحيد وقد تَمَّ شَيُّه بالكامل متفحمًا..
صرخت بكل قُوَّتها مرات ومرات من دون توقُّف، وسمعت بأذنيها طرقًا على باب شقتها،
وآخر ما لاحظته حينها وسط ذلك الدمار والدماء، جملة كُتبت على الحائط بالدماء، وغابت بعدها عن الوعي تمامًا.. جملة تنسف ثلاث سنوات من الجنة الزائفة، وتعلن بدء
الجحيم، ليس لها فقط ، بل للعالم أجمع.. جمللة من أربع كلمات، من أسوأ ما
يكون.