من المعروف أن المستشرقين الأوروبيين قد قاموا بعمل جبار في اكتشاف ودراسة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية وقد عملوا منذ القرن التاسع عشر على الحصول على الكتب والمعلومات ودراستها وتبويبها وبدء مرحلة التنظير. وإذا كان الدافع العلمي هو الأساس كما يقول مكسيم رودنسون، إلا أن الأمر لم يكن يخلو من نزعة عنصرية أوروبية تجاه الشعوب المدروسة ، وكذلك لم تكتف الحكومات الأوروبية بالدافع العلمي لجمع المعلومات ودراستها بل إنها استفادت منها في غزو البلاد الشرقية واستعمارها.
وهكذا استغلت تلك الدول الدراسات اللغوية والأنثروبولوجية والفقهية والفلسفية والأدبية والتاريخية لبلاد الشرق في التمهيد لاستعمارها.
من الواضح أن الاستشراق أوروبي المحور وليس هناك مستشرق أميركي ذو قيمة علمية من أصل أميركي.. وإن بعض خبراء الإسلاميات في أميركا كفيليب حتي (لبناني)، وغوستاف فون غرونباوم (نمساوي)، وجوزيف شاخت (ألماني)، وإدوارد سعيد (فلسطيني)، هم أساتذة في الجامعات الأميركية لكنهم غرباء المولد، ومكانتهم الثقافية والعالمية أقل من جاك بيرك في فرنسا أو ألبرت حوراني في إنكلترا.rnويبدو أن عصر الاستشراق قد انتهى بموت جاك بيرك آخر أهم المستشرقين.