المقدمة موجزة ومركزة، وفيها مسائل تحتاج إلى بسط وتوضيح، فأتى عليها -ابن عاشور- بالشرح والبيان والتحليل العميق، واستعان بنصوص كثيرة من الشعر والنثر لإيضاح مرامي المزوقي من كلامه.
• ينقسم الكتاب إلى: ترجمة صاحب المقدمة، ترجمة الشارح، أهمية الرسالة مع لمحة في منهج المؤلف، موارده، أسباب نشر الرسالة، منهج التحقيق، ثمّ شرح الرسالة.
• ترجمة صاحب المقدمة: أحمد بن محمد بن الحسن أبو علي المرزوقي الأصبهاني، المتوفى سنة 241 هـ.
• ترجمة الشارح: وقد فصّل فيها المحقق، فتحدث عن أسرة آل عاشور، وذكر نسب صاحب الترجمة وولادته، وطلبه للعلم، وشيوخه، وأعماله، وآثاره العلمية، ثم ذكر آثاره المخطوطة، ووفاته رحمه الله، ثم ختم بثناء العلماء عليه. وذكرنا نبذة في أول المراجعة عن ابن عاشور رحمه الله.
• أهمية الرسالة مع لمحة في منهج المؤلف: أهمية الرسالة من أهمية المقدمّة، فتلك المقدمة تُعد وثيقة هامة في تاريخ النقد الأدبي، حيث ناقشت قضايا نقدية شائكة، وقام المرزوقي بشرحها، ويبدو أنه اطّلع على آراء النقاد قبله، فعرض ذلك عرضًا منظمًا، وأضاف عليه فهمه وتصوره، وتتمثل القضايا في: عمود الشعر، اللفظ والمعنى، الصدق والكذب، قضية اختيار الشعر، العلاقة بين عمل الأديب واختياره، المطبوع والمصنوع، الموازنة بين النظم والنثر، منزلة الشاعر والكاتب، والعلة في كثرة الشعراء وقلّة النثّار.
• ثم جاء العمل الفذّ للشارح (ابن عاشور)، فأتى على بيان كل ذلك بالتفصيل، وضرب الأمثال، ونقل عن كبار علماء البلاغة والأدب والنقد، مستعينًا بفهمه الثاقب، فبيّن المعاني، كما نسب الأبيات إلى أصحابها، وترجم للمغمورين من الأعلام مع الإحالة إلى المراجع.
• موارده: وفيها حديثٌ عن موسوعية (ابن عاشور)، وهذا بلا شك أمر واضح جليٌ في كتاباته.