يمكن أن يُسمِّيَها القارئ: امرأة الرائحة. حتَّى كأنما الرائحة تقرِّر مصيرها، ومصائر مَنْ يمكنها التحكُّم بهم. إنها سليلة عائلة تعمل بتجارة التوابل، فقد لفتت نظر والدها أوَّلاً، ثمَّ جميع مَنْ عرفوها بأن لديها قدرة على تمييز مُكوِّنات التوابل من خلال الرائحة، “وضعت شيئاً من التوابل على طرف لسانها، ونطقت بالمُكوِّنات: فلفل، قرفة، قَرَنْفُل، وهيل!” إنها تشمُّ أكثر ممَّا ينبغي، وتُقوِّم الأشخاص استناداً إلى روائحهم. حين التقت بـ “صبي المقبرة” لم تشعر إزاءه إلَّا بالاستفزاز والغضب، مع هذا كانت تبحث عنه ليُحدِّثها هو عن رأسه الكبير، وتشمئزُّ هي منه وتغضب.
عندما كبرت قليلاً منعها ذووها من اللعب جوار “سور المقبرة“: مكانها الأثير، لأنها “كبرت على اللعب“، ثم غادروا الحَيَّ، فانقطعت عن “صبي المقبرة“. لكن هذا لم ينسَ طفولته معها، وفجأة تقدَّم ليطلبها زوجة له. تقول له إن لا تستطيع أن تحبَّه ولا أن تتزوَّجه، لأنه منعدم الرائحة، بل إن لديه رائحة ما، لكنها ليست “حامضية” مثل روائح الرجال … واستناداً إلى ذلك تقرِّر مصيره ومصيرها.
خلال ذلك يتعرَّف القارئ أيضاً على التغيُّرات والتطوُّرات التي طرأت على دبي والمجتمع الإماراتي، بحبكة روائية، تجعل القارئ لا يستطيع وضع الرواية جانباً إلَّا وقد أكمل قراءتها.