تخيل معي أنك تسير في طريقك لشأن من شئونك فسمعت استغاثة إنسان يناديك أن تساعده لإخراج شخص محبوس ظلمًا خلف جدران سميكة تحجب عنه النور والهواء. ماذا تفعل؟ من المؤكد أنك لن ترضى بحاله وستبذل ما لديك من قدرة لإخراجه إلى حقه المشروع في الحرية.. من الأكثر تأكيدًا أنك بعد ذلك سترضي فضولك في سؤالك عما أوصله لتلك الحال..
هذا بالضبط شأني مع التاريخ.. فكلما توغلت معه في طرقاته الكثيرة المتشابكة وجدته يستوقفني أمام بعض أبوابه ويستحثني أن أساعده في فتحها وإخراج من هم خلفها من أهم موضوعاته التي تعاني السجن والظلام.. وتلقائيًا كنت أجدني أنفذ ما أمرني به، ثم بعد ذلك أعطي فضولي حقه المشروع في معرفة ماهية تلك الموضوعات وما جعلها تظلم فتحبس عنا، ونظلم فنجهل بها…