يخبرنا المؤلف عن حياة أبي بكر الصديق، حيث وجده عظيماً من عظماء المسلمين وغير المسلمين، فهو عظيم بفكره عظيم ببيانه عظيم بخلقه عظيم بآثاره. وكل ناحية من هذه النواحي تؤلف فيها كتباً لا كتاب واحد، فجمع الكاتب من عظيم شأنه ما تدهش به الخلائق.
كاتب أديب يكتب سيرة رجل عظيم، وهو صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وخليفته، عبد الله بن عثمان أبوبكر الصديق رضي الله عنه. وقد سبق المؤلفُ كثيرا غيره في هذا الأمر، فأخذوا عنه واستفادوا منه، كالعقاد ومحمد حسين هيكل
ويقول في خاتمة الكتاب فقرة أجعلها مسك الختام:
ويعجب كيف اجتمعت في الصديق المزايا الخُلقية جمعاء من أبلغها في الرقة إلى أعرقها في الشدة، فكانت نفسه كالبحر يلين حتى يغترف الطفل من مائه، ويلهو بحصاه، ويشتد حتى يجتاح المدن ويدك الجبال. وكانت بعدُ كالبحر في عظمته، وجلاله وعمقه وسعته، لا يدري ما تكن من السجايا والفضائل، إلا من عرف ما يحوي البحر من الدرر والجواهر.