إن من أقمر ليله، تائه بين الذكريات، تلاعبه الكثير من الومضات التي ولت، تسانده عواطف الأحبة ممن بقوا، يتذكر مشاهد الدفء التي عاشها في صغره، يطلب من أبنائه أن يقدموا إليه مشاهد مماثلة، يحن إلى العواطف ودرجة الإحساس بها، يتخيل بعض الأمور، إلا أن التخيل لم يعد كما كان في سابق عهده، فالتخيل يقل مع التقدم في الزمان لأن التكيف يهيمن على الأذهان، وحينها تقل درجة الإحساس وتتضاءل فرص التخيل وتنضب بوادر الشغف التي لازمت الذهن في الماضي، ورغم ذلك لا يعد الأمر مشكلة عويصة، فالشرارة تلاعب
العقل بين الحين والآخر، وهو ما يضخ الدماء في العروق.