رغم صِغر هذا الكتاب إلا أنّه ردٌ صريحٌ، ورسالة تربوية مباشرة تُخاطِب عقول الشباب، الذين وقعوا تحت براثن الشهوة والرغبات الجنسية المدفونة، والمُتزايدة مع مشاكل تأخر الزواج وصعوبة تيسيره، وسوء الأحوال المادية والاجتماعية.
يُقدم لنا شَيخُنا الدواءَ لهذه المشكلة_مشكلة جميع الأجيال_ بأسلوبه الأبويّ التربويّ المُعتاد، بكبح جِماحِ هذه الشهوة بإشغال النفس في العمل والعبادة، حتي يتيسر الزواج.
فيقول : كلام فارغ يا ابني والله، وما تقوله عقولهم ولكن غرائزهم، وما يريدون إصلاح الأخلاق ولا تقدم المرأة، ولا نشر المدنية، ولا الروح الرياضية، ولا الحياة الجامعية، إنما هي ألفاظ يتلمظون بها، ويبتدعون كل يوم جديداً منها يهولون به على الناس، ويروجون به لدعوتهم، وما يريدون إلا أن تخرج لهم بناتنا وأخواتنا، ليستمتعوا برؤية الظاهر والمخفي من أجسادهن، وينالوا الحلال والحرام من المتعة بهن، ويصاحبوهن منفردات في الأسفار، ويراقصوهن متجملات في الحفلات، وينخدع مع ذلك بعض الآباء، فيضحون بأعراض بناتهم ليقال أنهم من المتمدنين.