أسلوب الطنطاوي في الحديث عن قضايا الأمة يستحث كثيرا من التفكر؛ تجده تارة يعكس حرقة قلبه و يستنكر الجمود و الصمت، و تارة أخرى ينمي في نفوس مستمعيه مشاعر الإباء و العزة يستحثهم على المضي قُدُما نحو مستقبل أفضل. و كأنه فيما كتب يعكس تقلبات كثيرا ما نمر بها بين حدث و آخر.
“إن السلام الذي يدعوننا إليه كالسلام بين اللص الذي اقتحم دارك وقتل بعض أهلك، و سكن في بعض منزلك، فلما أردت أن تخرجه، قال: انظروا هذا الإرهابي.”
“لقد هببنا ندافع عن أرضنا، و هذا الدفاع حق لنا، و من يسكت على من يحتل أرضه؟” -“إنكم ترون أننا بحجارة أرضنا، و سواعد أبنائنا، نكاد نطرد الكلاب من بلادنا.”
“أسباب النصر رجال وسلاح، فما الذي ينقصنا منها؟ هل ينقصنا العَدد أم العُدد، أم العلم؟” “لقد علمونا في المدرسة أن كل أمر مخالف لطبيعة الأشياء التي طبعها الله عليها لا يمكن أن يدوم، فهل ترونه أمرا طبيعيا أن تعيش دولة صغيرة قائمة على الباطل، و على سرقة الأرض وطرد سكانها؟”