أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
قال محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي في مقدمة الكتاب: «واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمران: أحدهما بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جل وعلا من الله جل وعلا، وقد التزمنا أن لا نبين القرآن إلاّ بالقراءة السبعية سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها، أو آية أخرى غيرها، ولا نعتمد على البيان بالقراءات الشاذة وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادًا للبيان بقراءة سبعية، وقراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف ليست من الشاذ عندنا ولا عند المحققين من أهل العلم بالقراءات. والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل، من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل معين، لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرًا. وقد تضمن هذا الكتاب أمورًا زائدة على ذلك، كتحقيق بعض المسائل اللغوية وما يحتاج إليه من صرف وإعراب والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث»
طبع كتاب أضواء البيان في تسع مجلدات، سبعة منها من تأليف محمد الشنقيطي، أما المجلدان الثامن والتاسع فهما تكملة الشيخ عطية محمد سالم، يقع الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشنقيطي إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) ثم وافته المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم، فأكمل التفسير من سورة المجادلة حتى سورة الناس، وذلك بنفس أسلوب الشنقيطي في التفسير، وتُسمى تكملة عطية باسم تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، طُبعت في جزئين، يقول عطية محمد سالم في مقدمة تتمته: «تتمة الأضواء هذه التي نقدم لها ليست بكتاب مستقل يتطلب مقدمة مستقلة، ولا هي جزء مما تقدمها فيكتفي لها بمقدمة الكتاب المتقدم، بل إنها بمنزلة البعض التابع للكل، فلاهي بمستقلة عنه ولا هي جزء منه».