كتاب نفيس عظيم يشرح متن النقابة للامام عبد الله بن مسعود المحبوبي وهذا المتن اختصر فيه المصنف احد المتون الاربعة المفيدة عند الحنفية وقاية الرواية في مسائل الهداية الذي الفه له جده الامام تاج الشريعة محمود المحبوبي ليحفظه في اول نشاته وقد .استخلصه من كتاب الهداية للامام المرغيناني.
لما كان كتاب النقاية لباب كتاب الوقاية الذي هو لباب كتاب الهداية : كان بحق لباب اللباب . ومن أجل هذا تبارى جهابذة فقهاء الحنفية في خدمته وشرحه ، واستيفاء مقاصده وإظهار فرائده . وكان أعلاهم في هذا المضمار كعبا ، وأبلغهم في نيل مقصده أربا : الإمام الفقيه المحدث الشيخ علي القاري ، فقد نظم في شرحه : ( فتح باب العناية ) المزايا المنثورة في كتب من تقدمه من الأئمة ، مثل كتاب المبسوط للسرخسي ، والبدائع للكاساني ، والهداية للمرغيناني ، والاختيار للموصلي ، وتبيين الحقائق للزيلعي ، وشرح الوقاية لصدر الشريعة ، والعناية للبابرتي ، والبناية للعيني ، وغنيمة المتملي لإبراهيم الحلبي ، وحلبة المجلي في شرح منية المصلي لابن أمير الحاج الحلبي ، وفتح القدير للكمال بن الهمام ، وغيرهما . بل يمكن أن يقال : إن لخص فيه كتاب فتح القدير من معارك النقاشات والخلافات ، ويسر أسلوبه ، وفتح عبارته ، وجاء به سهلا سائغا عذبا نميرا . كما أنه استخلص زبدة شروح النقاية التي سبقت شرحه هذا ، فكان شرحه حقا : ( فتح باب العناية ) وأفضل الشروح جميعا ، كما أنه أنقاها لغة ، وأسلسها عبارة ، وأوفاها استدلالا ، وأحسنها تعليلا ، مع امتيازه _ إلى هذه المزايا _ بعزو الأحاديث إلى مخرجيها ، والأقوال إلى قائليها . لهذا كان قارئه لا يجد نفسه محولا بينه وبين فهمه كما هي الحال في جل كتب الفقه ، بل إنه ليرى هذا الكتاب وكأنه ليس فيه لللغة العلمية والمصطلحات الفقهية الخاصة أي نصيب . ومن أجل هذا اخترت خدمته وطبعه ونشره ، ليكون في يد كل مسلم وشاب متفقه في دينه ، حريص على صحة عبادته وفهم شريعته