يختزل الكاتب الأفغاني “عتيق رحيمي” في روايته هذه، الحائزة على جائزة غونكور الفرنسية 2008 والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، مأساة بلاده في غرفة ضيّقة حيث تسهر امرأة شابة على راحة زوجها، الذي كان مجاهداً في أكثر الحروب عبثيّة، بعد أن أصيب بطلقة ناريّة في رقبته. عينا الرجل مفتوحتان وجسده الهامد غارق في غيبوبة عنفه وآثامه، والمرأة تتلو على وقع تنفسّه صلواتها وأسماء الله الحسنى. يغدو الرجل الغائب عن العالم حجر صبرها، وتغدو المرأة شهرزاد الأفغانيّة التي يتدفّق من فمها المطبق سيلٌ من الكلمات اللاذعة، المشحونة برغباتٍ دفينة. تدخل في مصارحة جريئة ومناجاة هذيانيّة مع زوجها وتبوح له بأسرارها الأكثر خطورةً، متحدّيةً خوفها وخضوعها…